"هذا النموذج المبتكر لديه القدرة على أن يشمل القارة الإفريقية جمعاء، و لم لا العالم. وهذا من شأنه أن يجعل فعالية السور الأزرق العظيم هي الأولى من نوعها التي تم تصورها وابتكارها في إفريقيا لتصبح عالمية. "الرئيس السابق لسيشيل ، جيمس ميشيل.
يبلغ طول سواحل إفريقيا 20000 كم تقريبًا ، وهي واسعة النطاق وغنية بشكل لا يصدق بالموارد البيئية. تتوفر 38 دولة إفريقية من أصل 54 على جانب ساحلي ، حيث تشكل أسماك المياه العذبة والمحيطات جوهر الأنظمة الغذائية للعديد من المواطنين وسبل عيشهم. فلا عجب أن مبادرة السور الأزرق العظيم لإنشاء و صيانة شبكة من مواقع الحماية البحرية قد لقت استحسانا في جميع أنحاء القارة.
ما هو السور الأزرق العظيم؟
هو حركة دولية ، يقودها تحالف من الدول الأفريقية ، تسعى إلى حماية المحيط الهندي وترميمه. إذ التقت عشر دول ، بما في ذلك كينيا والصومال وجنوب إفريقيا وتنزانيا ، كجزء من تعهد عالمي أكبر لحماية 30 في المائة من محيطات العالم. مبادرة عرفت باسم السور الأزرق العظيم ، والهدف منها هو إنشاء شبكة متصلة من المحميات البحرية التي تصون بعض المناطق المائية الأكثر عرضة للتهديد في العالم.
الان او ابدا
مستوحاة من مشروع السور الأخضر العظيم لإعادة التشجير ، فإن المهمة الزرقاء ذات شقين. وتتمحور المراكز الأولى حول حفظ وحماية المناطق البحرية المهمة بيئيًا مثل الشعاب المرجانية وكذا المستنقعات وأشجار المانغروف ومروج الأعشاب البحرية والنظم الإيكولوجية تحت الماء. أما بالنسبة للمحور الثاني، فهو رد فعل مباشر على دور الإنسان و مساهمته في الأضرار البيئية ، من تصنيع وإساءة استخدام صناعات الصيد في جميع أنحاء العالم و غير ذلك...
تساهم أسماك المياه العذبة والمحيطات بشكل حيوي في الأمن الغذائي لأكثر من 200 مليون أفريقي وتوفر دخلاً لأكثر من 10 ملايين. و من هنا، ما كان لمبدإ "الاقتصاد الأزرق" إلا أن يكون هو القلب التكافلي للمشروع ؛ مدفوع بمبدإ الحفظ والتجديد ، لمعالجة تحديي تغير ال مناخ وفقدان التنوع البيولوجي ، وكذا لعكس اتجاه الفقر المتفشي وما ينتج عنه من عدم المساواة.
" لقد تم تشكيل الجدار الأزرق العظيم نظرا لضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي بشكل مستدام (بما في ذلك الموارد الطبيعية المرتبطة) من أجل البقاء والتطور والازدهار.و يتضمن مفهوم الاقتصاد الأزرق الاعتراف بأن إنتاجية النظم البيئية الصحية للمياه العذبة والمحيطات هي طريق لتفعيل الاقتصادات المائية والبحرية التي تمكن الجزر و البلدان الساحلية وكذا غير الساحلية من الاستفادة" . سياسة الأمم المتحدة بشأن الاقتصاد الأزرق لأفريقيا.
توقعات كبيرة بلون أزرق
لكي يحقق السور الأزرق العظيم إمكاناته الكاملة ، تعهدت الدول الأعضاء ببناء سلسلة واسعة ومترابطة من المحميات البحرية. لكن هذه مجرد البداية ، وسيحتاج العديد من الدول إلى الإقناع ، إلى جانب حملات استثمار عالمية ضخمة. ويقول المؤيدون إن الخطة ستستعيد وتحافظ على ما يقرب من مليوني هكتار من المحيطات ، وستلتقط 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون وتؤمن سبل العيش لأكثر من 70 مليون شخص.
نظرًا لأن إفريقيا تواجه مستقبلًا مناخيًا غير مؤكد (باعتبار العديد من الدول الإفريقية من بين الأكثر تضررًا) ، فإن التتبع السريع لخطة بيئية شاملة، عابرة للحدود ومفيدة للجميع هو الحل الأن سب على المستويات الوطنية و المحلية. و تؤمن العديد من دول الاتحاد الأفريقي أن مفتاح القضاء على الفقر هو مواءمته مع سياسات الاقتصاد الأزرق ، التي تجذب الانتباه والاستثمارات الدولية.
آفاق زرقاء؟
إذا تم تنفيذه بنجاح ، فإن للسور الأزرق العظيم القدرة على خلق واستدامة الملايين من فرص العمل لشباب أفريقيا المتنامي.و يتوقع الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أن الجدار يمكن أن يستفيد منه أكثر من 70 مليون شخص في منطقة غرب المحيط الهندي ، وربما أكثر إذا انضمت دول أخرى. وتتمثل رؤية سياسات "الاقتصاد الأزرق" الجديدة هذه في الشمولية والاستدامة ، مما يساهم بشكل كبير في التحول والنمو في إفريقيا.
